لبنـان سيحاكــم القذافــي بعــد إعدامــه
د.نسيب حطيط
بعد ثلاثة وثلاثين عاما" على إختطاف الإمام الصدر والشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين سيصدر المجلس العدلي حكما" بإعدام معمر القذافي الذي إعدمه الثوار ظاهرا"وقتله الناتو ليدفن أسرار القذافي ويصادر أموال الشعب الليبي،لقد صمت لبنان طيلة ثلاثة وثلاثين عاما"عن القضية الوطنية،حرصا" على تصدير التفاح و بعض للبنانيين في ليبيا.
الإمام الصدر ظلم من أعدائه ومن أهله في وطنه،فأعداؤه قاموا بالخطف وتغطية الجريمة ولم تحرك الأمم المتحدة وهيئات حقوق الإنسان والعفو الدولية ساكنا ،لأن الإمام الصدر، ليس حليفا" لها،بل مقاوما" لمشاريعها والمقاوم تسقط عنه حقوق الإنسان والعدالة.
ظلم الإمام الصدر من أهله في وطنه،فلم يعطوا القضية حقها وتوالت السنوات والإمام ورفيقيه في سجون الطاغية القذافي،والأكثر إيلاما"،أن لبنانيين كانوا في إطار(الحركة الوطنية) وضيوفا دائمين عند القذافي طمعا" في عطاءاته وتنفيذا" لمشاريعه،كما نقل عن الرئيس نبيه بري أن القذافي كان يعرض المال على(الوطنيين اللبنانيين)لقتل الرئيس بري خليفة الإمام الصدر.
والسؤال المطروح من يعرض المال لقتل رئيس حركة أمل ألا يكون الخاطف للإمام الصدر؟
ومن كان يعرض عليهم المال للقتل أليسوا من الحلفاء الموثوقين عند القذافي حتى يصرح أمامهم بهذا السر القاتل!.
أليس من حقنا أن نتساءل هل من محرضين لبنانيين لخطف الإمام الصدر في ذروة التصادم الفكري والسياسي والعسكري بين حركة أمل والحركة الوطنية ؟.
أليس من حقنا التساؤل عن المحرضين والمشاركين من المنظمات الفلسطينية في إختطاف الإمام الصدر؟.
إن إختطاف الإمام الصدر ورفيقيه ،جريمة منظمة بشراكة محلية وعالمية بعدما تبين دور المخابرات الأميركية والأوروبية بالتعاون والتنسيق مع القذافي وإذا كان القضاء اللبناني سيصدر حكمه في الثامن عشر من تشرين الثاني المقبل في قضية الإمام بعد مقتل القذافي ...أليس من الواجب إستدعاء الرجل الثاني في النظام الليبي الرائد عبد السلام جلود المقيم في إيطاليا بصفته شاهدا" وعارفا" بالقضية؟.ولماذا لا يستدعى أحمد قذاف الدم المقيم خارج ليبيا لأخذ إفادته في القضية؟.
إن اركان النظام الليبي لا يزالون في ليبيا تحت سيطرة الثوار والمجلس الإنتقالي فليبدأ التحقيق معهم لتبديد الظنون وجلاء الحقيقة فقد يكون ظننا ببعض اللبنانيين خطأ وفي غير محله وقد يكون صوابا".
لماذا لا يطلب من الأنتربول الدولي المساعدة في جلب هؤلاء أو الطلب من حكومات إيطاليا ومصر وغيرها ممن تأوي قيادات القذافي ومن بينهم وزير الخارجية موسى كوسا لأخذ إفاداتهم وإستكشاف معلوماتهم عن القضية؟.
إن كشف الحقيقة ليست من أجل الإمام الصدر ورفيقيه،بل من أجلنا جميعا"من أجل العدالة من أجل المقاومة من أجل حفظ الدين والقيم والوطنية والعروبة فالإمام الصدر مجاهد في سبيل الله ولن يضيره نسيان أو تجاهل او عقوق ،فأجره على الله سبحانه.
من يؤمن بالمقاومة عليه أن ينصر إمام المقاومة والمقاومين،مع أن الإمام الصدر ألقى الحجة بجهاده،صارخا" في برية لبنان (هل من ناصر ينصرني،وهل من مقاوم يفتش عن الحقيقة)؟.
لقد إستشهد الإمام الحسين(ع)في صحراء كربلاء وبقي خالدا ، وإعدم أبا ذر في صحراء الربذة وبقي خالدا" ،وخطف الإمام الصدر في صحراء ليبيا وسيبقى خالدا" لا يهمه البقاء وحيدا ،"بل يبتسم ويدعو لنا بأن لا نبقى في صحراء تخلينا عنه وعن مبادئه وشعاراته وأهدافه ،؟مؤكدا" قبل الآخرين(إن شرف القدس يأبى أن يتحرر إلا على أيدي المؤمنين الشرفاء).
لقد سقط صدام حسين في ذكرى إعدام الشهيد السيد محمد باقر الصدر في العراق،وسقط القذافي في ذكرى إختطاف الإمام الصدر في ليبيا وللأسف على أيدي الأميركيين والناتو في رسالة واضحة أن أميركا تعدم عملائها عند إنتفاء نفعهم وإنتهاء صلاحيتهم... فهل سيستيقظ البعض من العملاء والتابعين حتى لا يلقوا مصير من سبقهم؟.